التعليم في الجنوب .. ما قبل عام 1990م

التعليم في الجنوب .. ما قبل عام 1990م

منصة البلد  - خاص 

إن الحديث عن التعليم في دولة الجنوب، قبل إعلان مشروع الوحدة اليمنية، وفشله بعد ذلك، هو ذو أوجه متعددة التطور والتقدم مقارنة بحال التعليم اليوم، ولعل أبرز ما ميز العملية التعليمة في دولة اليمن الجنوبي، هو حال المعلم، وحال الطالب في كافة المستويات التعليمية، الأساسي، والثانوي، والجامعي، والامتيازات التي حصلا عليها.

 

*–* في 6 إبريل عام 1985م أعلنت منظمة اليونسكو العالمية أن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تحتل المرتبة الأولى في دول شبه الجزيرة العربية من حيث التعليم ، وأن نسبة الامية فيها تساوي 2% من مجموع عدد السكان ، وهذه النسبة دلت على الدعم القوي الذي قدمته الدولة للمعلم ماديا واجتماعيا وسياسيا .

في ظل الحصار المفروض على الجنوب من دول الإقليم ، عانت البلاد من ظروف صعبة ومع ذلك حرصت القيادة على أن يحصل المعلم على امتيازات تمكنه من أداء دوره بشكل فعال وفقا للمتاح والمكان ، نذكر أهم تلك الامتيازات :

*● أولا :*

في كل مراحل التعليم من الابتدائي إلى الجامعي كان المعلم هو محور العملية التعليمية وأساسها الذي تقوم عليه في جنوب ماقبل 1990م .

*● ثانيا :*

حفظت الدولة الجنوبية للمعلم كامل هيبته ودافعت عنه ، وفرضت على الطلاب والمجتمع احترامه ، فلا يتم التطاول ولا تجاوزه في المدرسة ولا في خارجها .

*● ثالثا :*

الحقوق المالية للمعلمين خاصة التسويات والعلاوات كانت تصرف بشكل تلقائي وفقا للدرجة الوظيفية التي وصل إليها المعلم .

*● رابعا :*

المرتبات يتم تبويبها حسب المؤهل الذي حصل عليه المعلم ، لذلك لاتجد فرقا بين راتب معلم في الثانوية العامة ومن يحمل نفسه مؤهله ويدرس في الجامعة .

*● خامسا :*

عندما يضرب المعلم طلابه ليؤدبهم كان يفعل ذلك بعصا الدولة ولا يجرؤ أحد على المساس به أوالاعتراض عليه ، تلك العصا خرجت أجيالا من العباقرة الجنوبيين متسلحون بالعلم والفضيلة .

*أما جانب الطالب* 

فقد كانت الدولة الجنوبية تهتم بالطالب وتوليه رعاية خاصة ، وهو ما نتج عنه واقع تعليمي متقدم ففي العام 1984م أحرزت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المركز الأول في التحصيل العلمي على مستوى الشرق الأوسط وأصبحت شهادات خريجي جامعة معترف بها دوليا .

الطالب في الجنوب كان يتم إعداده وفق خطط مدروسة كل خطة منها يحسب لها خمس سنوات ، بعدها تعالج الأخطاء ويتم تجنب السلبيات ثم ينتقلون إلى خطة خمسية جديدة ، الطلاب الجنوبيون في ذلك الوقت كان لهم نصيب من تلك الخطط جعلتهم يحصلون على امتيازات عدة ، منها : 

*● أولا :*

 التعليم لكل طلاب البلاد مجاني وإلزامي في كافة مراحل التعليم الأساسي والثانوي ، أما الجامعي فكان كذلك مجانيا إلا أنه لم يكن إلزاميا إلا عند الضرورة والحاجة الماسة لوجود تخصصات جامعية معينة .

*● ثانيا :*

يتم تأهيل الطلبة الأوائل للدراسة في التخصصات المختلفة خارج البلاد وعلى نفقة الدولة وبشكل سلس ، وبلا مشقة على الطالب وبدون أن يتحمل أي كلفة مادية قبل سفره للدراسة وأثناء دراسته .

*● ثالثا :*

يدرس كل الطلاب في نفس المدارس التي يدرس بها أبناء المسئولين والوزراء وقادة البلاد بما فيهم أبناء رئيس الدولة ، الكل سواسية فلا تمييز في التعليم .

*● رابعا :*

الطلاب المنقولين للدراسة في الثانوية والموحدة من أماكن بعيدة توفر الدولة لهم مواصلات مجانية طوال العام في طول البلاد وعرضها .

*● خامسا :*

طلاب الجامعة تصرف الدولة لهم معاشات شهرية تكفيهم وزيادة ، والذين يأتون من مناطق مختلفة إلى عدن أو المكلا يتم توفير سكن جامعي يليق بهم ، تقدم لهم فيه ثلاث وجبات يوميا ومجانية .

*● سادسا :*

أنشأت الدولة للطلاب من أبناء البدو الرحل مدارسا خاصة بهم ، يتلقون فيها تعليما نظاميا مجانيا ،و بجانب تلك المدارس يوجد سكن أعد خصيصا لهم ، به مطبخ يقدم لهم وجباتهم الثلاث يوميا مجانا .

*■ أخيرا :*

 العلاقة بين المعلم والطالب والمجتمع في الجنوب قبل الوحدة كانت قائمة على أساس قوي من الاحترام والتقدير ، حفظت للمعلم هيبته ووقاره ، وارتقت بالطالب إلى أعلى درجات سلم العلم ، ثم بعد 1994م تغير الحال إلى أسوأ مما كان عليه ، وبمقارنة مع حال الطالب والمعلم في الجنوب سترون الفرق واضحا وبضدها تعرف الأشياء .