كثيرون من المهتمين بشئون الطرب وشجونه لايعرفون من هذا الفنان الذي في هذه الصورة التاريخية وماهي مزاياه لأسباب تتعلق بضعف التغطية الإعلامية المحلية في حضرموت لظروف سياسية واقتصادية معروفة او بسبب العصبية المناطقية التي اتت على الأخضر واليابس في نفوس الكثيرين منّا .
ولو كنتم استمعتم الى صوت هذا الفنان اشعبي الذي توفي في صيف سنة ١٩٩٥م في الديس الشرقية وادي عمر ، ولن احدثكم كثيراً عن تاريخه ومزاياه لأن
ذلك يحتاج عرض نماذج من تسجيلاته بالصوت والصورة لكي نتأكد من أن فناناً أميّاً لايقرأ ولايكتب يغني بهذا التكنيك النغمي العجيب بدون الإستعانة بأي دفتر ولاورقة ولا شخص يلقّنه ابيات قصيدة الأغنية .
إنه الفنان الراحل محفوظ مبارك باغويطة ابن ضاحية الغريفة بالديس الشرقية الذي اعجب بصوته وأدائه الفنان الداهية العملاق الراحل بدوي زبير حين استمع إليه لأول مرة في سهرة المخدرة الخاصة بزواج العازف المبدع سعيد حاج بارفعة حيث كانت مدينة غيل باوزير ليلتها منتشية بأصوات كل الفنانين الذين اشتركوا في احياء سهرة العازف بارفعة ولكن مشاركة الفنان الشعبي الراحل البعوض كانت ملفتة ومتميزة فاجأت الراحل بدوي زبير الذي قام من موقعه البعيد عن خشبة المخدرة ليقترب شيئاً فشيئاً ليرتفع فوق كومة من الحصى بعمامته وحضوره الشعبي الجميل لكي يتمكن من مشاهدة صاحب هذا الصوت الديسي البحري العجيب الذي جعله يقوم من مكانه اعجاباً واندهاشاً ، وكان بدوي الله يرحمه قال عبارات اعجاب مميزة في صوت وهيئة الفنان الراحل باغويطة منها " ذلحين هذا الصوت الزين يخرج من هذا الرجل العاقل القصيّر ، والله شئ مايتمعقل " ثم ضحك بدوي وضحكنا وعندما انتهت فقرة الفنان باغويطة إلتقئ بالراحل جوهرة الطرب ودار بينهما كلام تاريخي طيب في جو من الفرحة الغيلية الكبرى بالعريس الفنان الخلوق سعيد حاج بارفعة حفظه الله ورعاه .
كتب : انور الحوثري