برعاية الوزير السقطري.. وزارة الزراعة ومنظمة عبس تنظمان ندوة حول دمج نهج الترابط الثلاثي في زراعة البن اليمني
عدن (منصة البلد) خاص
تحت رعاية معالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء سالم عبدالله السقطري انطلقت صباح اليوم في العاصمة عدن الندوة الوطنية الثانية بعنوان دمج نهج الترابط الثلاثي (الإنساني–التنموي–السلام) في تطوير زراعة البن اليمني" والتي نظّمتها منظمة عبس التنموية،بالتعاون مع وزارة الزراعة والري والثروة السمكية وبالشراكة مع منظمة رؤيا أمل الدولية بتمويل من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية (BMZ) وذلك ضمن مشروع “تعزيز التنوع البيولوجي وصمود المجتمعات الريفية من خلال تحسين الجودة وتسويق البن والفاكهة في اليمن لحج الضالع أبين بحضور عدد من المسؤولين وممثلي منظمات دولية ومحلية.
وخلال الندوة،نقل وكيل الوزارة لقطاع الإنتاج م/ عبدالملك ناجي تحيات معالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء/سالم عبدالله السقطري إلى الحاضرين مؤكدًا بأن قيادة الوزارة تولي زراعة وإنتاج البُن أهمية كبيرة وتعمل على دعم وتطوير هذا المحصول النقدي الهام من خلال خططها وبرامجها العامة،مع تركيزها على تحسين جودته وتوسيع رقعة زراعته.بوصفه محصولاً استراتيجياً يعكس هوية بلادنا الزراعية ويمثل ركيزة اقتصادية واعدة خصوصاً وبعد الطلب المتزايد عليه لما يتمتع به من جودة عالية وتنوع فريد في النكهات وهو ما يستدعي من الجميع مزارعين وجهات حكومية ومنظمات دولية توحيد الجهود لإعادة مكانته العالمية.
وكيل الوزارة لقطاع التخطيط والمعلومات د. مساعد القطيبي، خلال مشاركته في الورشة، إن الوزارة تستهدف من خلال برامجها وشراكاتها الاستراتيجية النهوض بأهم محصول نقدي في البلاد وهو البن، لما يمثله من أهمية اقتصادية وتراثية وثقافية، مشيرًا إلى أن زراعة البن ليست مجرد نشاط زراعي بل مشروع وطني يجب أن تتكاتف لأجله الجهود كافة.
وتابع قائلاً: "لقد عانينا طويلًا من الاستجابة الطارئة التي تقدم حلولًا قصيرة المدى دون إحداث تغيير حقيقي في حياة المجتمعات الريفية. واليوم، نؤكد أن التوجه يجب أن يكون نحو العمل التنموي المستدام الذي يعالج جذور المشكلة وليس فقط مظاهرها".
كما ثمّن د. القطيبي الدور الذي تقوم به منظمة عبس التنموية، مشيدًا بتبنيها نهج الربط الثلاثي بين العمل الإنساني، والتنموي، والسلام، كخيار استراتيجي يعزز الاستقرار ويحفز التنمية الزراعية المستدامة، مشيرًا إلى أن هذا النهج يُعد نموذجًا يُحتذى به في التعاون بين المنظمات والجهات الحكومية.
من جانبه مدير المركز الوطني للبن المستشار أحمد عبدالملك، أشار بأن وزارة الزراعة والري والثروة السمكية تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز قدرات المزارعين في المحافظات المنتجة للبن مثل لحج، أبين، الضالع، من خلال برامج تدريبية متخصصة ودعم فني مستمر يهدف إلى تطوير الإنتاج وتحسين جودة المحصول. مشيرا إلى أن المركز يعمل على عدة مسارات استراتيجية، من أبرزها تحسين إنتاجية البن المحلي عبر إدخال تقنيات زراعية حديثة في مقدمتها توفير مياه الري وحصاظ الأمطار والضبال، واستنباط أصناف جديدة مقاومة للجفاف وذات إنتاجية عالية، بما يتناسب مع التغيرات المناخية وتحديات ندرة المياه.
الدكتورة عائشة ثواب، رئيس منظمة عبس التنموية للمرأة والطفل (ADO)،أوضحت خلال الورشة أن المنظمة تنتهج رؤية شاملة لتمكين المجتمعات الريفية وتحسين سبل العيش المستدامة، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية تركز على الزراعة، والأمن الغذائي، وبناء القدرات، خاصة في المناطق الأكثر تهميشًا.
وقدمت في كلمتها عرضًا مفصلاً عن المنظمة، متطرقة إلى أهم أنشطتها ومشاريعها وأهدافها الاستراتيجية، مشيرة إلى أن المنظمة تنفذ حاليًا مشروع "تعزيز التنوع البيولوجي وصمود المجتمعات الريفية من خلال تحسين جودة البن وتسويقه"، والذي يستهدف مناطق زراعة البن في محافظات لحج، الضالع، وأبين.
وأكدت الدكتورة عائشة أن هذا المشروع لا يقتصر على دعم المزارعين فنياً فقط، بل يشمل تطوير سلسلة القيمة لمحصول البن، بدءًا من الممارسات الزراعية المستدامة، ومرورًا بتحسين الجودة والمعايير، ووصولاً إلى التسويق المحلي والدولي. كما لفتت إلى اعتماد المنظمة نهج الزراعة المتجددة كأساس في العمل، لما له من أثر مباشر في تعزيز صمود المزارعين وحماية البيئة. كما اكدت د عايشه ثواب بان السلام والتنمية يبدءان من الأرض ومن الحقول ومن كرامة المژارع٫
الأستاذة سيناء ناصر، مدير منظمة رؤيا أمل الدولية (WVH)، في كلمتها، استعرضت أهداف مشروع "تعزيز التنوع البيولوجي وصمود المجتمعات الريفية"، مشيرة إلى أن المشروع يهدف بشكل رئيسي إلى تحسين جودة البن وتسويقه، ورفع قدرات المجتمعات الزراعية في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية، من خلال تدخلات استراتيجية مستدامة، موضحة إلى أن أنشطة المشروع تشمل توفير التدريب والدعم الفني للمزارعين، وتعزيز معرفتهم بالممارسات الزراعية الحديثة والمستدامة، إلى جانب تحسين البنية التحتية في مناطق زراعة البن والفواكه، مثل إنشاء خزانات حصاد مياه الأمطار، وترميم الطرق الزراعية، وتأهيل مراكز الخزن والفرز والتجفيف والتعبئة.
حضر الندوة ممثل وزارة الصناعة والتجارة ووزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة الشئون الإجتماعية والقطاع الخاص ممثلاً بالغرفة التجارية والصناعة.