قصة حياة المناضل الحضرمي الجنوبي الحاج صالح عبدالله باقيس، محافظ أبين الأسبق

قصة حياة المناضل الحضرمي الجنوبي الحاج صالح عبدالله باقيس، محافظ أبين الأسبق

قصة حياة المناضل الحضرمي الجنوبي الحاج صالح عبدالله باقيس، محافظ أبين الأسبق

البلد - خاص

 ■ مقدمة :

الحاج صالح باقيس عاش رحلة نضال طويلة، كان فيها ثائرًا مقدامًا جسورًا وذو مهابة، امتلك قدرات قيادية فطرية، فكان سياسيًا ذكيًا، واجتماعيًا حكيمًا، تدرج في سلم النضال والسياسة. الحاج صالح قصة حياة مناضل حضرمي فذ تحتاج إلى كتب لتدوينها، ولكن نكتفي بملامح منها، نبدأها بميلاده ونختمها بوفاته.

■ الميلاد :

صالح عبدالله محمد باقيس (وشهرته الحاج صالح باقيس)، من مواليد 1937م، في منطقة «زاهر باقيس» بوادي عمد، بحضرموت، متزوج، وله من الأبناء (6)، أربعة أولاد وبنتان،

■ النشأة :

تلقى تعليمه الأولي في كُتّاب (معلامة) الشيخ أحمد بن سالم بن صلحين.

اشتغل مع أخيه محسن باقيس في فلاحة الأرض إلى جانب والدهما حتى بلوغه سن السابعة عشرة.

■الرحلة :

انطلق صالح باقيس في عام 1954م إلى أراضي المملكة العربية السعودية، واستقر به الرحال في حاضرتها الرياض، عاملًا في محطة بترول، وبعد ثلاثة أعوامٍ شد الرحال إلى حضرموت، ومكث فيها فترة، ثم عاد إلى الرياض. 1963 هو تاريخ مغادرته الثالثة للأراضي السعودية ولكنها لم تكن إلى حضرموت.

■ باقيس قبل الاستقلال :

● الطريق إلى الجبهة القومية :

● الالتحاق :

في العام 1963م قرر الحاج صالح بلقيس العودة، ولكن ليس إلى حضرموت كما جرت العادة، بل إلى اليمن الشمالي، وعند وصوله إليها التحق بالجبهة القومية، بواسطة المناضلين الوطنيين على أحمد السلامي وناصر السقاف، حيث تلقى تدريبًا عسكريًا، وكلف بالنزول بعدها إلى عدن، في أوائل عام 1964م، لتدريب عدد من الرفاق الأعضاء، على الأسلحة والمفرقعات والقنابل اليدوية، في منطقة دارسعد.

● التأسيس :

ساهم في بناء الهيكل التنظيمي للجبهة القومية، وصياغة ميثاق الشرف، وإنشاء مجلس وطني مكون من 42 شخصًا كهيئة سياسية قيادية، حافظ خلالها الحاج باقيس على عضويته في القيادة العامة للجبهة القومية.

 شارك الحاج صالح بلقيس في المؤتمرات التأسيسية الثلاثة للجبهة القومية :

الأول الذي عقد اليمن الشمالي، مدينة تعز، خلال الفترة 22-24 يونيو 1965م.

الثاني الذي عقد بمدينة جبلة في 11 يونيو 1966م.

 الثالث الذي عقد بمدينة خمر خلال 19 نوفمبر - 3 ديسمبر 1966م.

■ باقيس بعد الاستقلال :

● المهام :

 * أسندت إلى الحاج باقيس قيادة الجبهة القومية في الجنوب بعد تسلمها مقاليد الحكم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد 30 نوفمبر 1967م.

* تولى إدارة أمن حضرموت حتى مايو 1968م، حيث أسس مع آخرين الجيش الشعبي، الذي تم ضمه لاحقا إلى الشرطة.

بعد 22 يونيو 1969م تم تعيينه نائبا لمدير الأمن في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. 

* في أكتوبر 1970م عين محافظا لمحافظة أبين وظل في منصبه حتى نهاية 1971م.

 

● القيادة :

انعقد المؤتمر الرابع للجبهة القومية في زنجبار (أبين) في شهر مارس 1968م، وفي المؤتمر تم ترشيح أعضاء القيادة العامة وانتخابهم، وكان الحاج صالح باقيس ضمن القيادة العامة، التي أدارت المؤتمر وهم: علي عنتر، وصالح مصلح، وخالد عبدالعزيز، وعلي عبدالعليم.

● دورة في ألمانيا :

سافر صالح باقيس إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية في أبريل 1972م لحضور دورة دراسية، وأنهى الحاج صالح باقيس دورته الدراسية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وعاد إلى أرض الوطن في أكتوبر 1973م، وعينه الرئيس سالم ربيع علي مشرفا عاما للمؤسسة العامة للملح.

 

● مهمة جديدة :

في العام 1984م أصدر الرئيس علي ناصر محمد قرارًا جمهوريًا بتعيين الحاج صالح باقيس قائمًا بأعمال سفارة اليمن الديمقراطية في نيروبي عاصمة كينيا، ومارس باقيس مهام عمله خلال العامين 84/1985م.

● أحداث 1986م :

 أثناء انفجار الأوضاع في عدن يوم 13 يناير 1986م كان الحاج صالح باقيس متواجدًا في بريطانيا، لإجراء عملية جراحية، وبعد انتهاء أحداث يناير غادر الأراضي البريطانية متوجهًا إلى اليمن الشمالي، وظل فيها حتى العام 1990م.

 

■ باقيس بعد 1990م :

● المؤتمر الشعبي العام :

بعد قيام الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، أسنِد إلى الحاج صالح باقيس تأسيس فرع للمؤتمر الشعبي العام في حضرموت، وخاض الحاج صالح باقيس أول انتخابات برلمانية في أبريل 1993م، عن دائرة المكلا، وكان الحاج باقيس من الأقلية المؤتمرية التي وفقت في تلك الانتخابات.

● الانسحاب :

انسحب الحاج صالح باقيس من المؤتمر الشعبي العام، في العام 1994م، وبرر استقالته بظروف صحية، والمرجح عند الكثير ممن يعرفه أنها كانت احتجاجًا على اجتياح الجنوب، الذي حصل في ذلك العام.

● تشكيل جديد :

 شكل الحاج صالح باقيس حزب التكتل الوطني المستقل وعمل رئيسًا لذلك الحزب الذي لم يقدر له الاستمرار، ودخل حوارات طويلة مع حزب رابطة أبناء اليمن، نتج عنها انضمام التكتل إلى حزب الرابطة، ثم أعلن باقيس انسحابه من التكتل قبل انضمامه إلى حزب الرابطة.

● رد اعتبار :

في العام ٩٧م صدر قرار رئاسي بإعادة الاعتبار لشخصيات جنوبية وقفت ضد غزو ٩٤م، ومنهم المناضل الجسور الحاج صالح باقيس، الذي رد على هذا القرار موجهًا كلامه لـ علي عبدالله صالح قائلًا :

(ما يرد الاعتبار اللي بلا اعتبار!).

● التسامح والتصالح :

سعى المناضل الحاج صالح باقيس مع رفاقه في النضال إلى توحيد الصف الجنوبي، وترك كل الخلافات والقضاء على التباينات في المواقف بين أبناء الجنوب الحر، للحفاظ على الجبهة الداخليه الجنوبيه متماسكه، والنظر إلى الجنوب العربي ككتلة متماسكة تمتد من باب المندب غربًا الي المهره شرقًا، وكانت ثمرة تلك الجهود إعلان عهد جديد عنوانه التصالح والتسامح في ردفان عام 2006م .

● المرض :

شهدت صحة الحاج باقيس تراجعًا كبيرًا وأصبحت لقاءاته بالأصدقاء شحيحة، وأصبح يخلد للراحة في بيته وبين أهله في حضرموت، ولأن الحاج باقيس لديه مخزون كبير من الذكريات المرتبطة بالحركة الوطنية الجنوبية أصبح بيته مزارًا للباحثين والسياسيين.

● الوفاة :

 أنهكت الشيخوخة الحاج صالح باقيس، وأتعبه المرض الذي عانى منه طويلًا، حتى وفاته في العاصمة عدن في 31 مارس 2010م، تاركًا خلفه بصمةً وحضورًا سياسيًا كبيرًا، ومواقف شاهدةً، وذِكرًا طيبًا.

رحم الله الفقيد الحاج صالح باقيس.