منسقية المجلس الانتقالي الجنوبي في كلية التربية عدن تنظم أمسية رمضانية
عدن (منصة البلد) خاص
برعاية منسقية المجلس الانتقالي الجنوبي بجامعة عدن، نظمت منسقية كلية التربية أمسية رمضانية بعنوان(مراحل الاستهداف التاريخي للهوية الجنوبية) في رحاب الكلية
وفي مستهل الأمسية التي ترأسها الدكتور صلاح دويل سالمين لرضي القائم بأعمال رئيس المنسقية رحب بالحاضرين جميعا، شاكرا حضورهم وتفاعلهم، وقدم الشكر الجزيل والعرفان الجميل للاستشاري الدكتور عبده يحيى الدباني رئيس المنسقية سابقا على كل ما بذله من جهود منذ مرحلة التأسيس للمنسقية في الكلية، وحيا هذه الروح العالية التي يتمتع بها هذا الأستاذ ووقوفه مع المنسقية على الدوام، والشكر موصولا للاستشاري الدكتور هادي فضل العولقي، وأشار إلى أن الهوية الجنوبية قد تعرضت للاستهداف في محطة عدة، منذ القدم، حتى أصبح الجنوبيون في حالة حرب وجودية في هذه الأرض.
ثم تحدث الدكتور هادي العولقي معطيا لمحة تاريخية عن المحطات التاريخية التي تم بها استهداف الهوية الجنوبية، مقارنا بين الاستعمار البريطاني واليمني وكيف كان الأول أهون من الآخر الذي كان يستهدف طمس الهوية الجنوبية، ليس منذ 1964م فحسب وإنما منذ ما قبل 1967م منذ أن أتى أولئك على صفة عمال إلى عدن فتحولوا إلى منظمات مجتمع مدني وأصبحوا يعترضون على كل خطوة فيها تثبيت للهوية الجنوبية، وقارن ذلك أيضا بالاستعمار الفرنسي لدول المغرب العربي الذي كان أشد من الاستعمار البريطاني في محاولة طمس هوية البلدان التي دخلها، وبين جهل ذلك الاستهداف من خلال المقارنة مع الاتحاد السوفيتي الذي ضم عدة بلدان لكن ذلك الاتحاد لم يسع إلى طمس الهويات الخاصة لتلك البلدان وتشكيل هوية جديدة وإنما ظلت كل بلد تحتفظ بهويتها الخاصة… وأكد بأنه في تلك المقارنات يسعى إلى بيان مدى أطماع كل استعمار وتفاوت تفكيرهم وإلا فالاستعمار هو استعمار، وفي الأخير يجب أن يرحل كل غاز ومستعمر، وتعيش الشعوب على أراضيها مستقلة وبحرية تامة.
ثم تحدث الدكتور عبده يحيى الدباني موضحا بإيجاز مراحل الاستهداف للهوية الجنوبية التي تتمثل في:
__ مرحلة ما قبل الاستقلال.
_ مرحلة الهجرة الواسعة من المتوكلية اليمنية إلى الجنوب.
_ مرحلة الجالية الآتية من الشمال إلى الجنوب.
_ مرحلة الجبهة الوطنية في عهد اليمن الجنوبية الشعبية
_ النزوح غير المبرر المبالغ فيه حاليا.
وبين الاستهداف للهوية الجنوبية في الجانب الأدبي تحديدا، وأوضح كيف أن الجنوب كان سباقا إلى الانفتاح على الخارج في هذا الجانب منذ بدايات القرن العشرين، بفعل الخصوصية الجغرافية للجنوب وإطلالته على البحر التي جعلته أكثر حركة وانتقالا إلى الخارج، وتأثرا بالاتجاهات الأدبية الحديثة، وبين كيف أن كتاباتهم للتاريخ الأدبي بفعل سلطة المؤسسة الرسمية جعلتهم يغضون الطرف عما جرى في الجنوب وتعسفوا في اختزاله وتفاصيله على مجريات تاريخ الشمال(اليمن) وما مر به من مراحل تاريخية خاصة لا شأن للجنوب فيها كحركة ثمانية وأربعين، ثم خمسة وخمسين، واثنين وستين، وتلك محاطات تاريخية خاصة بهم وواكبها الأدب هناك، ولا دخل للجنوب فيها، لكن سعيهم لطمس هوية الجنوب الخاصة جعلهم يدرسون الحركة الأدبية فيه وفق تلك المحطات التاريخية…
وفي نهاية الأمسية فتح باب النقاش وتقديم المداخلات من قبل الحاضرين، وقد خرجت الأمسية بعدد من التوصيات التي سترفع للأطر العليا، وتسعى في مجملها إلى تبلور الهوية الجنوبية وجمعها وتدوين ما يمكن تدوينه منها، حتى تكون أسسا يسير عليها الحاضر وينطلق منها إلى المستقبل علما وتدريسا وثقافة…، وتكون حصنا حصينا لشعب خاص لديه هوية الخاصة التي تنبع من وجوده على هذه الأرض.