الجنوب ومكافحة الإرهاب.. جهود دؤوبة تدحر قوى الشر والتطرف
منصة البلد - متابعات
جهود مكثفة بذلها الجنوب العربي في إطار مكافحة الإرهاب، ما أسفر عن تلقين قوى الشر الكثير من الخسائر التي أجهضت مخططاتها المشبوهة.
انتصارات الجنوب تحققت على الرغم من شح الإمكانيات، وذلك بفضل عدة عوامل سُخِّرت من أجل حسم هذه المعركة وفرض معادلة من الأمن والاستقرار في أرجاء الجنوب.
المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب، استعرض جانبًا من جهود الجنوب في إطار مكافحة الإرهاب، فأشار إلى أن الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية وجّه في أغسطس من العام 2022، بإطلاق عملية عسكرية لتطهير مديريات أبين الوسطى من العناصر الإرهابية، وبعد أيام انطلقت عملية بشكل مواز في محافظة شبوة المتاخمة لها.
النقيب قال إن العمليات في أبين على مدى عامين، تمكنت عبر أربع مراحل، وعلى ثلاثة محاور إستراتيجية، من تطهير كل مديريات المنطقة الوسطى بالمحافظة، التي كان للتنظيم فيها معاقل ومعسكرات تؤوي عناصره.
وأضاف أن القوات المسلحة الجنوبية، بمؤازرة أبناء المحافظة، استطاعت تدمير البنية التحتية للتنظيم والسيطرة على أكبر معاقله ومعسكراته، مثل وادي عومران الاستراتيجي والأودية القريبة منه، شرقي مديرية مودية، وعدد من الأودية والمعسكرات الواقعة في مديريات أحور ولودر، وصولا إلى معسكر الحجلة الواقع بين محافظات أبين وشبوة جنوبا، والبيضاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.
انعكاس هذه الجهود الجنوبية على الصعيد العسكري اتضح على طبيعة الوضع الحالي لتنظيم القاعدة، حيث أكَّد المتحدث العسكري أن التنظيم يمرّ حاليًّا بأسوأ مراحله على الصعيدين المحلي والدولي، ما جعله أداة سهلة الاستخدام لقوى يمنية معروفة بارتباطها التاريخي به، في سياق استغلاله ضد الجنوب.
المقدم النقيب فسَّر استمرار عمليات تنظيم القاعدة الإرهابي وتفجيراتها ضد القوات الجنوبية، قائلا إن هذا الأمر راجع إلى حصول قيادات وعناصر التنظيم على المأوى والمعسكرات البديلة في محافظة البيضاء التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، لإعادة التسليح والتدريب والتخطيط، استعدادا لعودتهم مرة أخرى إلى مناطق الجنوب.
نجاحات الجنوب في إطار مكافحة الإرهاب التي نُسِجَت وتحققت بتضحيات كبيرة، لا تعني أن هذه المعركة لا تخلو من التحديات، بل يوجد بعضٌ منها على الأرض بما يُشكل تهديدًا لأمن واستقرار الجنوب وكذا المنطقة برمتها.
مجابهة هذا الأمر تتطلب تعزيز الشراكة مع المجتمع الدولي لتصل إلى إلى مستويات أوسع، تشمل تطوير القدرات والإمكانيات، باعتبار أن المخاطر لا تهدد الجنوب وحده، بل المنطقة والعالم بأسره.