مبادرات اهلية تعالج مشكلة مياه الشرب في حضرموت
منصة البلد - تقرير: عمر اسماعيل
تغذي مديرية غيل باوزير الكثير من المناطق، وفي مقدمتها عاصمة محافظة حضرموت "المكلا" بنسبة بلغت 50٪ من مياهها الجوفية كذلك مدينة شحير ومنطقة الصداع والريان وغيرها من المناطق بالمياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي عبر الأنابيب الممتدة من غيل باوزير إلى مدينة المكلا لتغطي احتياجات المواطنين.
وتعاني عددا من المنطق حديثة العمران واخرى قديمة من وجود مشكلات في عدم وصول خدمة توفير مياه الشرب وضعفها عبر الشبكة في الاخيرة.
مبادرات أهلية:
قامت مبادرة أهلية في منطقة بن سلمان بوضع حلول ومعالجات لشحة المياه في المنطقة عبر إنشاء صندوق ممول من الأهالي في سنة 2023م محققة نجاحاً في تمويل مشروع توسعة الشبكة الداخلية للمياه المنزلية لـخمسة مربعات سكنية (الهدى – التوفيق – بونمي – بر الوالدين - الاخيار).
وبحسب عضو المبادرة أحمد بن زامل فإن المبادرة جاءت بالتشاور مع عقلاء المنطقة والاتفاق على توجيه رسالة عبر برنامج الواتساب في قروب أهالي المنطقة الذي بدورهم أبدوا استعداداهم بإنشاء الصندوق والمساهمة بـ1000 ريال يمني عن كل أسرة تقطن في المنطقة التي تسكنها 500 أسرة.
بعد أن اكتمل المبلغ المطلوب يتم عقد جلسات ولقاءات مع الجهات المعنية ممثلة بالسلطة المحلية ومؤسسة المياه بمديرية غيل باوزير والخروج بحلول للمشكلة.
وأضاف بن زامل بتمويل صندوق الأهالي نفذنا حفريات للمواسير وتوسعة الشبكة الداخلية وشراء بعض المعدات، بينما تعاونت معنا مؤسسة المياه بالاتفاق مع المقاول والأيدي العاملة في تغيير المواسير.
كان ذلك حلا نسبيا لضعف وانقطاع وصول المياه إلى منازل المواطنين في المنطقة بعد معاناة استمرت فترة 16 سنة، وكذا تحسين الشبكة الداخلية للمواسير وإنشاء 4 محابس وقفول بين الاحياء كمرحلة اولى.
من جانبه تحدث رئيس مبادرة شمسان التطوعية شمسان بامدحج عن تنفيذ مشروع بناء خزان سنة 2023م يربط قرى كضري (بارشيد – باسلوم) الريفية الذي تبعد 8 كيلومتر عن الخزان الرئيسي بمنطقة رأس حويرة، لتسهيل حصول اهالي القرى على المياه حيث استفاد منه قرابة 103 نسمة بعد سنوات طويلة من المشقة في جلب الماء.
وأشار بامدحج ان المبادرة عملت على مشروع سقيا المستمر منذ سنة 2019م الى هذه اللحظة بهدف إيصال المياه النظيفة الصالحة للشرب للقرى الريفية النائية شرق منطقة الصداع مثل (الفجرة – النقب – وادي حمه – وادي شنقحه – وادي جد – تجمع بدو حسيون) البالغ عددهم 576 نسمة وفي قرى منطقة غيل الحالكة (رأس العقيم – الفج - الركعة - الصقع – تجمع بدو عثه و مشيط وعبود وحيوض ) البالغ عددهم 325 نسمة عبر صهاريج المياه حيث تعاني تلك القرى من الجفاف وشح المياه حيث يعتمد الأهالي فيها على مياه الأمطار، نظرا لصعوبة توفير تكاليف إيجار نقل المياه اليهم عن طريق الصهاريج (الوايت).
ابتكار:
في مدينة المكلا عام 2014م تم تنفيذ بعض الحلول التي تساعد في وصول المياه بالشكل المطلوب إلى المنازل البعيدة والمرتفعة من خلال تعبئة الخزانات الارضية و تركيب مضخة مرتبطة بمفتاح على الخزان و ضخ المياه الى خزانات السطح لمعالجة ضعف ضغط المياه خلال الشبكة.
إمكانيات مؤسسة المياه:
يقول مدير مؤسسة المياه في غيل باوزير الأستاذ عمر بلفقيه أن ضعف وصول المياه إلى منازل المواطنين هي مشكلة ليست وليدة اليوم إنما قديمة، وهي نتيجة ضعف الامكانيات خصوصا في ظل الحرب القائمة في البلاد؛ موضحا ان اسباب ضعف المياه في بعض المناطق يرجع الى عدم وجود شبكات في المناطق الحديثة، وقدم الشبكة في بعض الأحياء القديمة وحدوث ترسبات في المواسير، وتزايد السحب على المياه خصوصاً في فصل الصيف الحار، والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عن ماكينات الآبار الجوفية.
واضاف بلفقيه ان المؤسسة تضع الحلول المتاحة حسب امكانياتها، وهي إيصال الشبكات إلى داخل بعض الأحياء الحديثة مثل منطقة (بلال – الخير – بن سلمان ..لخ)، ومنع المواطنين من ربط المواسير أبوهنش في الأحياء الجديدة، وقمنا بربط الآبار بلوحة الكترونيه واحدة بدل تشغيل المواطير يدويا منذ عام 2021م، وتشغيل الآبار الجوفية ٢٤ ساعة خلال فصل الصيف لكثرة سحب المياه.
الآبار الارتوازية:
اعتمدت المؤسسة العامة للمياه بساحل حضرموت على حفر الآبار الارتوازية في الحقول المغذية للمدن، نتيجة توسعة الشبكة الداخلية للمناطق الحديثة، وبسبب استمرار الحرب القائمة في اليمن فقدت المؤسسة القدرة على تحمل نفقات إنشاء حفريات أخرى متعذرة بضعف الإمكانيات، وظهور مشكلات جديدة بسبب النزوح الكبير إلى محافظة حضرموت المحررة وتزايد الكثافة السكانية بمعدل نمو سنوي 4.1% والتوسع العمراني.
وتدخل الهلال الأحمر الإماراتي في تنفيذ حفر (15) بئرا في عام 2022م بساحل حضرموت، أسهمت بشكل نسبي في استقرار تموين المياه للمواطنين، وحل مشكلة شح وضعف وصول المياه في مختلف المناطق حديثة العمران.
في الآونة الأخيرة انخفض المنسوب المائي في غيل باوزير ما أدى إلى جفاف الاراضي الزراعية وضعف وانقطاع وصول المياه الى المنازل، وانعكست نتائجها سلبيا على الحياة اليومية للمواطنين.
ويعد انخفاض المخزون مؤشرا خطيرا في ظل تنامي الجموع السكانية واعمال الانشاءات الجديدة الامر الذي يحث الجميع على التحرك من اجل حلول بعيدة المدى أكثر شمولية.
تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي