حضرموت وثورة 14 اكتوبر

حضرموت وثورة 14 اكتوبر

حضرموت ..

وثورة 14 أكتوبر .. 

البلد - خاص

ما قبل ثورة 14 أكتوبر :

حضرموت ثارت ضد الاستعمار الإنجليزي قبل أن تنطلق ثورة 14 أكتوبر بمراحل ، 

ففي 19 يوليو 1958 اندلعت انتفاضة قبائل سيبان والمناهيل ، وقريب من ذلك التوقيت انطلقت المظاهرات الطلابية ضد الوجود الإنجليزي في غيل باوزير ، وقبلها كانت ثورة ابن عبدات في الغرفة بحضرموت الداخل التي أجهضها الإنجليز بالطائرات .

في الفترة من 1956 - 1958 ظهرت الانتفاضات في المحميات الغربية والشرقية التي شهدت تناميا في الكم والكيف ، وكان لحضرموت نصيب منها ، تأثرت تلك الانتفاضات بالمد الثوري العربي الذي خلفته ثورة يوليو في مصرَ .

 في العام 1960 برز دور أبناء حضرموت في رسم المشهد السياسي العام بتشكيل نواة لحركة القوميين العرب بمدنهم وقراهم ، واستمر هذا التحرك حتى منتصف ديسمبر من عام 1962، وكان للمناضل محمود سالم صقران دور بارز في تلك التحركات .

قيام ثورة 14 أكتوبر :

ازداد الوعي الوطني بأهمية النضال ضد المستعمر فانطلقت ثورة 14 أكتوبر 1963 وكانت شرارتها من جبال ردفان ، امتدادا لشرارات انطلقت قبلها من جبال حضرموت خاصة والجنوب عامة .

حضرموت لم تكن بمنأى عن الثورة ، فبعدها بفترة ليست بعيدة وفي 27 ديسمبر بالتحديد كان ذلك اليوم هو ذروة الانتفاضة الوطنية لأبناء مدينة المكلا ضد الاستعمار البريطاني وعملائه ، خلالها عبر أبناء حضرموت عن رفضهم القاطع للهيمنة الاستعمارية البغيضة .

  المناضل، عبدالقادر باكثير، في مذكراته عن بدايات الكفاح المسلح بحضرموت ذكر أنه في المرحلة التي تلت بدء الثورة وحتى نهاية عام 1966، كان يتم تخزين كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في منطقة حجر، والشرج بالمكلا، ووادي عمد، وسيئون وغيرها من المناطق استعداداً لليوم الذي تصل فيه شرارة الثورة المسلحة إلى هذه المنطقة . 

 

 في عصر يوم الإثنين الأول من يناير 1967م اجتمع في حضرموت : خالد محمد عبد العزيز عضو القيادة العامة منطقة حضرموت، وعلي سالم البيض، عضو القيادة العامة منطقة حضرموت، وفيصل علي العطاس، وآخرون

واتفقوا على البدء بتنفيذ الخطوات العملية للكفاح المسلح بالتنسيق مع القيادة السياسية العليا في عدن .

مابعد ثورة 14 أكتوبر :

انتصرت الثورة فكان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 ، وبدأت ملامح دولة جديدة بتاريخ وطني جديد شارك الحضارم في صنعه ، ولثقة القيادة السياسية الجنوبية في الحضارم وتقديرا منها لتضحياتهم ودورهم في إنجاح ثورة أكتوبر المجيدة ، ضمنت لهم مساحة كبيرة في تشكيل مستقبل الدولة الوليدة ، وتعيين المناضل علي سالم البيض وزيرا للدفاع خير دليل على ذلك .

حضرموت لم تتخل عن ثورة 14 أكتوبر حيث ظلت وفية لمبادئها ، ولم تغرد خارج سربها خلال كل المراحل التي عاشتها والمنعطفات العسيرة التي مرت بها ، فالحضارم هم شوكة ميزان ثورة14 أكتوبر الجنوبية ، كانوا ثائرين قبلها ومناضلين أثناءها وقادة بعدها .

بعد الاحتلال اليمني للجنوب العربي واجتياحه في 94 ، الجنوبيون بما فيهم أبناء حضرموت رأوا في ثورة 14 أكتوبر دليل كفاح ونضال ومصدر إلهام لهم ، فتولدت لديهم قناعة أن الحق الجنوبي لن يعود إلا بثورة تكون امتدادا لثورة أكتوبر المجيدة ، وكان لهم ذلك .

ذكرى ثورة 14 أكتوبر التي نحتفي بها اليوم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الجنوب العربي أمة واحدة وحضرموت قلبها .